تأملات بقلم أحمد أمين عمار


المحسن .. والفاسق .. والزنديق
١_ بسم الله الرحمن الرحيم
" قالت الأعراب ءامنا؛ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم..... الخ (١٤ ) " سورة الحجرات .
٢_ كلنا نعلم الحديث الشريف عن سيدنا ( جبريل ) عليه السلام الذى جاء يعلمنا ديننا ؛ وعلمنا منه مقامات ثلاثة للدين وهى : الإسلام _ الإيمان _ الإحسان .
٣_يقول سيدنا الشيخ على جمعة : ( لقد أجمع العلماء على أن من تشرع ولم يتحقق فقد تفسق ؛ ومن تحقق ولم يتشرع فقد تزندق ) .
٤_ نفهم من ذلك أن المسلمين على ثلاثة مقامات :
أولاً : مقام الإسلام وهو أداء أركانه الخمسة المعروفة .
ثانياً : مقام الإيمان وأركانه الستة المعروفة والذى يرتقى إليه المسلم عندما يدخل الإيمان قلبه .
ثالثا : مقام الإحسان الذى يرتقى إليه المؤمن حين يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه ( المراقبة لله والعفو عن الناس ) ؛ وذلك مقام أولياء الله الصالحين .
٥ _ فهناك ( محسن ) قد نال مقام الإحسان ( أى الولاية لله تعالى ) ؛ وهو الذى التزم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة؛ وعمل صالحاً طبقأ لأحكام الشريعة ؛ ثم لم يكتف بتلك الأعمال الظاهرة التى يؤديها بجوارحه ؛ بل اشتغل بتطهير قلبه من كافة أمراض القلوب : كالحقد والحسد والبغضاء والغيبة والنميمة والكراهية ...الخ الخ ؛ بل طهر قلبه من كل العلائق والأغيار ولم يجعل فى القلب أحداً غير الله ؛ فهو قد تشرع ثم تحقق ( فذلك هو : المحسن ) .
٦_ وهناك من اكتفى بالعبادات الظاهرة ؛ واكتفى بعمل الجوارح قولا وعملاً ؛ ولم يطهر قلبه مما سبق بيانه وترك تلك العلائق والأغيار والنجاسات فيه ؛ فذلك منافق ظاهره بخلاف باطنه ؛ وذلك هو ( الفاسق ) الذى تفسق عن الدين أى خرج عنه ؛ مهما تسمى بمسميات براقة مثل جماعة كذا وأنصار كذا ؛ وإخوان كذا ....الخ الخ ؛ فهم الخوارج الفاسقون قاتلهم الله أنى يؤفكون .
٧_ وهناك من استهان بالشريعة وادعى الولاية لله تعالى ؛ وتكلم بعبارات السادة من أكابر الأولياء وعلماء التصوف كذباً على الله ورئاء الناس ؛ فذلك هو ( الزنديق ) الذى أساء للدين وادعى لنفسه الأحوال والمقامات ليكسب السمعة بين الناس ويشترى بذلك ثمنا قليلا وهو عرض الدنيا الزائل ؛ وتمسك بالتصوف كذباً وافتراء والصوفية بريئة من أمثاله ؛ فذلك هو الزنديق الذى غره الشيطان وأغواه بالباطل فأصبح زنديقا مدلسا يشترى الدنيا بالدين والعياذ بالله تعالى .
وإلى المقالة القادمة بإذن الله تعالى .
⇧