د. آية صلاح تكتب خبراتك في تفاعلك وعلاقاتك


د. آية صلاح تكتب خبراتك في تفاعلك وعلاقاتك
لاشك إن الخبرات والتراكمات التي نتعرض لها يومياً، تساهم بشكل كبير في تكوين شخصيتنا؛ لذا فنحن بحاجة لأن نكون دوماً في حالة تفاعل مستمر، فالمجتمع في النهاية هو حجم تفاعلات أفراده، وهي إحدى المهارات التي يجب علينا إتقانها من أجل التعايش مع المحيطين بنا.
لاسيما في الوقت الحاضر، فنحن في عالم مفتوح، متعدد في مصادر اكتساب الخبرات سواء بالاحتكاك المباشر، أو غير المباشر عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة، وهنا يبرز التساؤل حول كيف ننمي خبراتنا؟ وإلى أي مدي يمكننا الاستفادة منها؟
إن الخبرة مرتبطة ارتباط وثيق بالتجربة، فلا تستطيع أن تكتسب خبرة دون القيام بالتجربة للشيء الذي تريد اكتسابه، ومن تراكم التجارب، وفهمها واستيعابها، تنمو خبراتنا.
كما أن الخبرة تعتمد بشكل أساسي على التفاعل المستمر؛ إذ أنه وسيلة الاتصال لتناقل الأفكار والآراء، فالشخص المنعزل لا يكون لدية نفس إدراك الشخص المتفاعل؛ لذا تقوم الخبرة على توسيع مداركك، ومساعدتك نحو الانفتاح على الرؤى المختلفة.
تعتمد الخبرة أيضاً على العلاقات؛ لذلك فهي تساعدك على تعلم قيم جديدة، ومن ثم تقدير الاختلاف، والاعتماد على وجود قيم مشتركة، وليس بالضرورة التماثل بين الأفراد.
تساعدك خبرتك على تحقيق ذاتك، لأنها تكسبك العديد من المهارات، وتجعلك تكتشف ذاتك في مجالات لم تكن تتطرق إليها، وكذلك تقييم ذاتك وتطوريها.
الخبرات التي نتعرض لها، تساعدنا مع مرور الوقت، على اتخاذ القرارات الصحيحة، والمناسبة لكل موقف، ومن ثم نكتسب ما يسمى بالحكمة في التعامل مع المواقف المختلفة.
ولما كانت التجربة تعمل على تراكم الخبرات سواء عن طريق التجربة الشخصية، أو الاستفادة من تجارب الآخرين، فهي تساعدك على صقل ثقافتك.
كلما زادت خبراتك تشعر مع الوقت، بقدرتك على الفهم الصحيح لما يدور حولك، ومن ثم تزداد ثقتك بنفسك.
خبراتك ستساعدك على عدم الاستسلام لأي مشكلة تواجهها، كذلك سوف تجعلك لا تتعجل في الحكم، ومن ثم تحاشي الكثير من المشكلات.
⇧