تأملات بقلم:احمد أمين عمار


أبو بصير "
كان من شروط صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أن من جاءه مؤمنا قد هرب من قريش فعليه إعادته لهم ؛ ومن جاءهم مرتدا من المسلمين فليس عليهم إرجاعه ٠
ولقد آمن أبو بصير وهرب إلى المدينة فأرسلت قريش اثنين من فرسانها إلى الرسول الذي اضطر لتسليمه لهما ولكنه غافلهما أثناء العودة فى الطريق وقتل أحدهما وهرب إلى ساحل البحر الأحمر ؛ وقد كان أبو بصير فارسا شجاعا فأنشأ معسكرا وضم إليه كل المؤمنين الهاربين من اضطهاد قريش لهم وشنوا حرب عصابات على قوافل قريش التجارية وذلك بدلا من اللجوء إلى المدينة حتى لايحرجوا الرسول ويضطر لإعادتهم طبقا لشروط الصلح ٠
وعندما حارت قريش فى أمرهم وخسرت تجارتها أرسلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعفيه من شرط التسليم هذا ؛ فأرسل الرسول كتابا إلى أبى بصير يبشره بالفرج ويستدعيه للحضور إلى المدينة
ولكنه رضى الله عنه كان يحتضر ويموت فأوصي أصحابه بأن يضعوا كتاب رسول الله بين كفنه وجلده تبركا به ليكون رحمة له ؛ وقد دفنه أصحابه فى موقعه على ساحل البحر الأحمر وبنوا عليه
" مسجدا " كما ورد فى الحديث الصحيح المروي عن قصته ٠
⇧