العدول النحوي في الصحيحين رسالة دكتوراة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنين بأسيوط «


حصلت الباحثة / رحاب فتحي محمد طلب سلام المدرس المساعد بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بسوهاج علي درجة العالمية "الدكتوراة" في اللغويات عن رسالتها العلمية (العدول النحوي بالصحيحين ) حيث أشرف علي الرسالة الأستاذ الدكتور/ إبراهيم عمر محمد أستاذ اللغويات المتفرغ بكلية اللغة العربية بأسيوط جامعة ألأزهر مشرفا أصيلا، والأستاذ الدكتور/ جمال حسن بشندي أستاذ اللغويات بالكلية مشرفا مشاركا، كما شارك في لجنة المناقشة والحكم على الرسالة الأستاذ الدكتور/ فتحي احمد عبد العال أستاذ اللغويات وعميد كلية اللغة العربية بجرجا مناقشا خارجيا، واالأستاذ الدكتور/ عادل عبده محمود أستاذ ورئيس قسم اللغويات بجامعة الأزهر بأسيوط مناقشا داخليا. تناولت الباحثة برسالتهاالعلمية ظاهرة العدول النحوي في صحيحي البخاري ومسلم، من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي . بهدف تطويع قواعد النحو لخدمة السنة النبوية والدفاع عنها وابراز ما جاء فيها مخالفا لقواعد النحو، وبيان أن العدول عن الأصل يعد ضربا من ضروب القياس حيث تبين من الدراسة التي أجرتها الباحثة أن ما خرج عن القواعد المعروفة في الأحاديث النبوية لا يعد شذوذا أو مخالفة للقياس وإنما هو ضرب من ضروب البلاغة والتفنن و المرونة باللغة العربية والميل الي التخفيف بالكلام وهي سجية عند العرب حيث كانوا يجنحون بكلامهم للسهولة واليسر وتوصلت الباحثة من خلال بحثها إلى أن العدول النحوي في الكتابين المذكورين دليل علي سعة اللغة العربية وتنوعها واشتمالها علي مزايا لا توجد في اللغات الأخري مثل ظاهرة التقارض، وأكدت الباحثة أن قضية العدول لا تعد رفضا للقاعدة الأصلية ولا تقلل من جهود العلماء في علم النحو وإنما هو نوع من أنواع المرونة في التعامل مع القاعدة وتوصلت الباحثة من خلال بحثها العلمي إلى أن ظاهرة العدول النحوي تعزى إلى عدة أسباب علمية قامت الباحثة بتوثيقها بالبحث أهمها : اختلاف اللهجات، وكثرة الاستعمال مع ميل العرب للتخفيف، وهو من ألوان السهولة واليسر في اللغة العربية وغيرها من الأسباب العلمية التي تم توثيقها بالرسالة العلمية. وتعتبر الرسالة من أهم الرسائل العلمية ولونا من ألوان التجديد في الرسائل العلمية بعلم النحو فقد وفق الله الباحثة لوضع تعريف علمي لظاهرة العدول النحوي وأغراض لغوية ترتبط بالمعني وأنواع قياسية وغير قياسية وأسباب علمية للظاهرة مشفوعة بالأدلة، وأوضحت أن النحاة القدامي صرحوا بمصطلح العدول واستخدموه في ثنايا كتبهم دون تخصيص مباحث مستقلة له ودون وضع تعريف محدد للظاهرة . جدير بالذكر أن الرسالة ستخدم المجتمع العربي والإسلامي لأنها متشابكة مع العديد من العلوم الأخرى لا سيما علوم أصول اللغة العربية والبلاغة والحديث حيث يمكن للباحثين بعلوم البلاغة الاستعانة بالرسالة لدراسة النكات البلاغية التي أدت إلي حدوث ظاهرة العدول عن القواعد بنصوص الأحاديث الواردة بالرسالة والتي أشارت إليها الباحثة بمقدمة البحث غير أنها لم تتعرض لشرحها بالرسالة حتى لا تخرج الرسالة عن موضوعها الأصلي وهو دراسة مواضع العدول النحوي عن القياس المعروف ، كما أن الرسالة يمكن أن تخدم علوم الحديث التي تهتم بشرح معاني الأحاديث علي الروايات المختلفة وهو أحد تخصصات علوم الحديث حيث ستسهل الرسالة علي الباحثين مهمة الرجوع إلى قواعد اللغة في أمهات الكتب من خلال تجميع الباحثة لشتات مواضع العدول عن القواعد المعروفة لدي النحاة في الصحيحين بكتاب واحد مما يسهل علي الباحثين في علم الحديث مهمة شرح الأحاديث علي الروايات المختلفة ، كما لا يخفي دور الرسالة في خدمة علم أصول اللغة العربية حيث تعرضت الباحثة في تعليل ظاهرة العدول عن القواعد الأصلية في الأحاديث الواردة بالكتابين إلي عدة أسباب علمية تم توثيقها أهمها ظاهرة اختلاف اللهجات العربية كما أن كثرة استعمال العرب لتلك الأساليب اللغوية كانا لهما أثرا واضحا في العدول عن القواعد المعروفة لدي النحاة وأشارت الباحثة في مقدمة البحث الي أن العدول عن القواعد بالأحاديث النبوية كان يأتي في بعض الأحيان لخدمة المعني وهو ما يخدم علم الدلالة لاسيما ظاهرة السياق ودورها في تحديد معني الكلام وهذة من الموضوعات التي يهتم علم أصول اللغة العربية بدراستها. وفي ختام المناقشة أشاد الأستاذان الناقدان بالرسالة العلمية والجهد العلمي المبذول بها متمنيين للباحثة مزيدا من التوفيق بحياتها العلمية وأن ينفع الله بها الأمة العربية والإسلامية .