اقرأ قصيد حوار من طرف واحد ”للشاعر ”محمود عمران”

حِوارٌ مِن طَرفٍ واحِدٍ
...........................
يا ابي اطمئن نحن بخير
الإسبوعُ سَبعة ايامٍ كما تركته
لايثما انهم اقتنصوا منه
يَوَّمين ..
اسعار الوقودِ زادت قِرشًا واحدًا
في عامين ..
و السائق !
اه السائق ما اكرمه يا ابي !!
يأخذ في المَسافةِ مِن بين راتبي
حتي مَقاصل الجَزارين
قِرشيَّن ..
ثم يودعني بابتسامةِ عَريضةِ :( و حِضن ابوي و وردة
و قُبلتين :p
اراك ستسألني عن الباميا يا ابي
الباميا ما زالت بخير !
ما زالت بثلاثة جنيهات حين طَهتها لك امي
بين عيدين ..
في آخر مرة حَصلَ الزمالك على الدوري :(
و فاز على الأهلى
بهدفين :)
ما اروع الباميا باللحم الضاني يا ابي
على ذكر اللحم الضاني
هو بخير !
لكن الخِرافُ في حَظريتنا مُنفرجة
الحاجبين ..
كُلما خَطبَ فيهم التَيسُ و تَنحنحَ
زادوا ضِعفين ..
و التيسُ يا ابي بالنهار يَتَّعَنتَر
و في الليل يَرقدُ على
بَيضتيَّن !!
اما عن الولدِ الصغير الذي كان يبتالُ عليك
فتقُم تتوضأ و تُصلي
رَكعتيَّن ..
صار الأن : كَبير العِمامةِ !
يُصدر في اليومِ فَتوى
أو فَتوَّتيَّن ..
اما الشِعرُ يا ابي ما زال بخير
و الشُعراءُ يا ابي ما زالوا يكتبون انفسهم
يقرؤن انفسهم يَسمعون انفسهم
تَراهم مُلوكًا و لا يملكون في جَيبِهِم
سوى جُنيهيَّن ..
و الغناء يا ابي تَحوَّل صوتًا و صَدرًا
و هَزًا و حَنجرتيَّن
عاريتيَّن ..
امَّا اللَّوبية يا ابي فقد منحوها امًُّا مِثالية
و نياشًا و بوقًا
و طَبلتيَّن ..
و الشيخ الذي سجد لله بالفَجرِ
سَجدتين ..
قد منحوه في القَلبِ :
رُصاصَتيَّن !!!!
يا ابي لا تتعجب مِن نعيقِ الباطلِ !
فالباطلُ لا آذان له
امَّا الحَقٌ يُقيم في كُلِ شِبرٍ :
مِئذنتيَّن ..
يا ابي نحن شَعبٌ كَفرَ بموسى
و آمن بفرعون ..
لم يُصدق ان البَحرَ انفلقَ
طَوَّدين ..
صَدقَ السامريَ و عبدَ العِجلَ
قايضَ تاريخَه النِضالي
بـقَرنيَّن !!
يا ابي نحن شَعبٌ ان ضَحكَ
فاعلم :
ان دَمعَه قد جَرى نيلاً
و بَحرَّين ..
يا ابي العبيد استحلوا نَوم البِطونِ
و الأحرار يَبنون الأوطان و هُم مُكبلوا
اليَديَّن ..
يا ابي إن لَمْ تَر استشهادَ الحُسيَّنِ
فأقبل
ففي بلادي يُستشهَدُ الف الف
حُسيَّن ..
...............................................
ع مران
28/7/2015
⇧